</A></A> |
 |
أ. د. عادل أحمد عبد الجواد |
|
- رئيس نادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة: ارفعوا أيديكم عن الجامعة!! - الجامعة فقدت استقلاليتها ودورها واعتقال أساتذة الإخوان ظلمٌ واضحٌ - المسئول الذي يساعد الأمن ضد الطلاب متسلِّق يسعى لمصلحةٍ شخصية حوار- أحمد رمضان تحوَّلت الجامعات المصرية في الآونة الأخيرة من كونها "حرمًا جامعيًّا" بكل ما تحتويه الكلمة من معاني الحماية والأمان لطلابها، وعدم جواز التعدي عليهم، إلى سجن كبير للطلاب يحُول دون تحركهم بحرية، وعلى عقولهم من التفكير في أي مطالب تناقش مجريات الأمور في مصر. كل ذلك دعا د. عادل عبد الجواد- رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة- إلى عقد اجتماع عاجل لأعضاء هيئة التدريس يوم الجمعة 30/11/2007م؛ لبحث هذا التصعيد الأمني ضد الطلاب ومطالبهم، خاصةً إذا كانت هذه المطالب تتعلق على سبيل المثال لا الحصر بحقوق الطلاب في السكن بالمدينة الجامعية أو ممارسة أنشطة لا تعدو أن تكون طلابيةً أو حتى إجراء انتخابات طلابية شفَّافة ونزيهة، تعكس الرغبة الحقيقية لإرادة الطلاب بأنفسهم، وليس عن أي طريق آخر.
<table style="WIDTH: 171px; HEIGHT: 183px" borderColor=#e5f1ff width=171 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><tr><td width="100%">  </TD></TR>
<tr><td width="100%">د. صلاح عز</TD></TR> |
</TABLE>
ولعل التدنِّي الشديد لترتيب الجامعات المصرية في التصنيف العالمي كان نتيجةً طبيعيةً ومنطقيةً لهذه الأوضاع المأساوية، وبالرغم من أننا قد أجرينا حوارًا من فترة ليست قليلةً مع د. صلاح عز- الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة- حول تلك الأوضاع، إلا أن المنحنى الخطير الذي اتخذته الأحداث الطلابية مؤخرًا جعلنا نناقش الملف الذي لم يُغلَق مع الدكتور عادل أحمد عبد الجواد رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، خاصةً بعد حالة الرعب والفزع التي يعيشها الطلاب عن طريق أفراد تابعين لأمن الدولة يرتدون زيًّا مدنيًّا، ويبحثون جهارًا نهارًا عن طلاب بعينهم لاعتقالهم، دون مراعاةٍ لحرمة الجامعة.
فهل أصبحت الجامعات المصرية كالسفينة التي أوشكت على الاصطدام بجبل الثلج المتمثِّل في التدخل الأمني السافر، وضياع الحقوق الطلابية، واختفاء هيبة الأستاذ لدى الطلاب؟ أم أن الجامعات تأثرت بصورة طبيعية بمستنقع الفساد الذي نعيش فيه في شتى المجالات؟ ومتى تصطدم سفينة الجامعات المصرية بجبل الثلج؟ والآن إلى تفاصيل الحوار:
اغتصاب الاستقلال
<table style="WIDTH: 135px; HEIGHT: 108px" borderColor=#e5f1ff width=135 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> 
</TD>
<td width="100%">لافتة رفعها طلاب الإخوان ضد شطبهم من الانتخابات
</TD>
</TR></TABLE>* ما تقييمك بشكل عام للجامعات المصرية في الآونة الأخيرة؟ ** ببساطة شديدة، الجامعات المصرية فقدت استقلاليتها واستقرارها، وإلا لو كانت هناك مساحة من الحرية لما شاهدنا ما حدث في الانتخابات الطلابية، من شطب كل مرشحي طلاب المعارضة، وعلى رأسهم طلاب التيار الإسلامي، وتعيين مرشحي الحكومة في اتحاد الطلاب، رغم ضعف التمثيل الطلابي في الانتخابات الرسمية مقابل حضور مكثّف للطلاب للمشاركة في انتخابات الاتحاد الحر، وهو ما أدى إلى تحويلهم لمجالس التأديب.
* ومن السبب في اغتصاب استقلال الجامعات المصرية؟
** أنا لا أعرف مَن الذي يتدخَّل بالضبط، لكن أود التشديد على رفضي كلَّ أشكال التدخل الأمني في الحياة الجامعية، وأطالب الجميع "سيبوا الجامعة لأهل الجامعة"، وأن يتركوا شئون الجامعة لتُدارَ عن طريق أهلها دون تدخل أحد.
* قمت بدعوة أعضاء هيئة التدريس مؤخرًا لاجتماع طارئ، فما السبب؟!
** لدينا محاور خمسة للنقاش، وهي: تمويل الجامعات، ومرتبات أعضاء هيئة التدريس، وشئون الأساتذة فوق السبعين، ولائحة تشكيل لجان الترقية، واستقلال الجامعات والتدخل الأمني.
* هل الأمن فقط المتسبِّب في الوضع الذي آلت إليه الجامعات؟!
<table style="WIDTH: 149px; HEIGHT: 136px" borderColor=#e5f1ff width=149 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> 
</TD>
<td width="100%">إلى متى اعتداء الأمن على الطلاب داخل الحرم الجامعي!!
</TD>
</TR></TABLE>
** الجامعة جزءٌ من المجتمع الذي أصبح يعاني من مشكلات كثيرة جدًّا، منها: التوربيني، وسفاح المعادي، والجنس الجماعي، والتحرش الجنسي في وسط البلد.. كل هذه مشكلات جديدة، والمجتمع المصري لم يكن يعرفها، وهي مشكلات أصبحت جزءًا من الفساد المستشري في المجتمع، والذي انتقل بدوره إلى الجامعة كجزء لا يتجزَّأ عن المجتمع ككل.
* وماذا عن أعضاء هيئة التدريس الذين يحاكَمون عسكريًّا الآن على ذمة قضية الإخوان العسكرية؟
** موقفي الشخصي أن ما تعرَّض له هؤلاء الأساتذة ظلمٌ بيِّنٌ، والنادي يطالب بالإفراج عنهم فورًا بضمان وظيفتهم، خاصةً أنهم موجودون في المعتقل منذ عام تقريبًا، ولم يحقَّق معهم؛ لذلك نطالب بالتحقيق معهم والإفراج الفوري بضمان وظيفتهم.
* الجامعة تقوم بعدة أدوار، على رأسها التوعية وتربية النشء من الشباب، هل ما زالت الجامعات قادرةً على العطاء والاستمرار في تحقيق أهدافها أم أن دورها اختفى؟!
** أعتقد أن الجامعات في مصر لا تقوم بدورها حاليًّا على الوجه الأمثل، خاصةً في مجال بناء الشخصية والانتماء للوطن.
* هل تعني أن الشباب الآن- خاصةً طلاب الجامعات- فقدوا الانتماء لوطنهم؛ بسبب اختفاء دور الجامعة في هذا المجال؟
** نعم.. الكل فقد الانتماء للبلد؛ فالشاب الآن أصبح كلُّ همِّه التخرج والبحث عن وظيفة ليتزوَّج، وما عزَّز من هذا الشعور هو عدم وجود قدوة في بلد يرتقي فيها غير النظيف وكل أصحاب النفوذ والفساد، فمن أين يأتي له الولاء ولا يوجد مشروع قومي نهضوي نلتفُّ حوله؟!
* ذكرت اختفاء القدوة كأحد عوامل اختفاء الانتماء الوطني، فماذا عن أستاذ الجامعة كقدوة وصورة كانت تملأها الهيبة في عين الطلاب؟!
** صورة الأستاذ الجامعي لدى طلابه مختلفة تمامًا الآن، فبعد أن كنا نهاب أستاذنا ولا نستطيع السير في الطريق الذي يمشي فيه، اهتزَّت هذه الصورة الآن وانحدرت؛ لأن الأستاذ ليس لديه دافع للكلام، والطالب ليس لديه الاستعداد للاستماع، وهو أخطر ما في الموضوع؛ حيث إننا لو استمعنا لبعضنا البعض سنجدُ حلاًّ لجميع مشكلاتنا، وفقدان هيبة الأستاذ في عيون طلابه انعكس بالطبع على سلوكيات الشباب، ففقدوا كثيرًا من القيم والأخلاقيات التي كان يتمتع بها قديمًا.
الأستاذ المتسلق
<table style="WIDTH: 124px; HEIGHT: 116px" borderColor=#e5f1ff width=124 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> 
</TD>
<td width="100%">رئيس جامعة عين شمس يتابع اعتداء البلطجية على الطلاب!!
</TD>
</TR></TABLE>
* أنت تلوم الشباب الذي فقد كثيرًا من أخلاقياته؛ فماذا تقول عن الأساتذة والعمداء بل ورؤساء الجامعات، الذين يبيعون طلابهم كلقمة سائغة لأجهزة الأمن؟ ** بالطبع هم يفعلون ذلك في طلابهم للفائدة والمصلحة الشخصية وليس للمصلحة العامة، فهم يهدفون إما للرضا عليهم أو تولي مناصب قيادية على حساب حرية الطالب وحقوقه، وكل ما يحدث في الجامعات الآن ليس له أدنى علاقة بالمصلحة العامة أو مصلحة الطلاب والعملية التربوية أو التعليمية.
* هذا عن علاقة الطالب بأستاذه، فماذا عن علاقة الأستاذ بالإدارة الجامعية؟
** تتفاوت هذه العلاقة من جامعة لأخرى، وأنا كرئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة أؤكد أن العلاقة بين الأستاذ والإدارة في جامعتنا قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، ليس كجامعات أخرى لا توجد هذه العلاقة المرجوَّة، وهنا يجب أن نفرق بين ثلاثة أنواع من العلاقات؛ الأولى: بين الأستاذ الجامعي والإدارة، والثانية: بين الأستاذ الجامعي ونادي أعضاء هيئة التدريس، والثالثة: العلاقة بين الإدارة والنادي؛ بحيث لا بد أن تكون منظومةً متكاملةً من التفاهم والحوار والاحترام المتبادل؛ بحيث تحقق استقلالية الجامعة في النهاية من أي تدخل غير جامعي في شئون العملية التعليمية.
<table style="WIDTH: 124px; HEIGHT: 116px" borderColor=#e5f1ff width=124 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> 
</TD>
<td width="100%">إصلاح التعليم.. أحد مطالب أساتذة الجامعة لإصلاح المجتمع
</TD>
</TR></TABLE>
* إذن ما هو طوق النجاة لجامعات مصر التي أصبحت دميةً في يد من يعبث بها، تفرخ شبابًا فاقدًا الانتماءَ لبلده، بعدما كانت معملاً لصنع الوطنية والولاء؟
** كما قلنا في بداية الحوار، إن الجامعة جزءٌ لا يتجزَّأ من نسيج المجتمع، وما يحدث به من نكبات فإنه لا بد لانتشالها من مستنقع الفشل الذي تغرق فيه أن يجلس الجميع لوضع حلٍّ، والجميع هنا مقصود به كل أطياف العمل الوطني، من أحزاب وقوى سياسية، بما فيها الإخوان المسلمون، والحكومة؛ حيث لا يستطيع فصيل مجتمعي أن ينفرد بوضع حلٍّ أحادي الجانب للمشاكل الجامعية، ولنبدأ بالاتفاق على المساحات المشتركة بيننا جميعًا.
</TR>
الخميس يوليو 16, 2009 3:32 am